لماذا تعد عملية إنقاص الوزن صعبة للغاية؟



خلقت أجسادنا لتقوم بتخزين الدهون لأوقات الجوع لكنها لم تخلق للتكيف مع البيئة التي نعيش فيها اليوم والتي بها موارد ثابتة من الأطعمة عالية السعرات الحرارية.
يمكن لأي شخص اتبع نظامًا غذائيًا أن يخبرك أن فقدان الوزن هو عملية شاقة ولكن الحفاظ علي الوزن قد يكون أكثر صعوبة. حوالي 20% فقط من الأشخاص الذين يفقدون الوزن يحافظون على أجسامهم لفترة أطول من سنة. ومع ذلك، باستخدام الأدوات المناسبة، يمكن خلق تغيير طويل الأمد. سواء كنت تحاول إنقاص وزنك بـ 5 أرطال أو 50 رطل، سيقدم هذا التقرير الصحي الخاص نصائح عملية وقابلة للتنفيذ ومعلومات لمساعدتك على التخلص من الوزن الزائد بشكل صحي مع الاستمرار في تناول طعام لذيذ وشهي. بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى إنقاص وزن أكبر، سيقدم البحث أيضًا معلومات عن أدوية وجراحات إنقاص الوزن. لكن أولاً، من المهم فهم سبب صعوبة فقدان الوزن. الحقيقة هي أن فقدان الوزن لا يقتصر فقط على تناول سعرات حرارية أقل أو امتلاك المزيد من الإرادة للتخلص من الوزن الزائد. إنها عملية أكثر تعقيدًا بكثير من الجانب الحيوي والوراثي وكذلك خيارات الطعام والبيئة.
لأي جانب ينحاز علم الأحياء؟
من منظور تطوري، خلقت أجسامنا لتخزين الدهون لأوقات الجوع وقد يكون هذا مفيدًا منذ آلاف السنين عندما كان علينا الصيد وجمع الطعام، ولكن في الوقت الحاضر، عندما يكون هناك غالبًا ما يكفي من الطعام، فإن دافع الجسم للتخلص من الدهون في الأوقات الصعبة يعمل ضدنا.
في هذا السعي للبقاء على قيد الحياة، يتم مساعدة الجسم بهرمونات مستعصية مثل اللبتين والجريلين، والتي تضمن أنك لن تتضور جوعًا حتى الموت، ولكنها يمكن أن تقلل من قوة الإرادة. إذا وجدت أنه من المستحيل فقدان آخر 5 أو 10 أرطال، فعليك إلقاء اللوم على هذين الهرمونين. الأول وهو اللبتين، يتم إنتاجه بواسطة الخلايا الدهنية. مثل مقياس الغاز في السيارة، فإنه يخبر عقلك عندما يكون لديك وقود كافٍ في الجسم. عندما تفقد الوزن، يشير انخفاض مستوى اللبتين إلى دماغك بأنك تعاني من نقص الموارد وتحتاج إلى تناول الطعام. الهرمون الآخر وهو الجريلين، يصنع في المعدة والأمعاء وطريقة عمله تعاكس الهرمون الأول. عندما لا تأكل لبضع ساعات، فإن المستويات المرتفعة منه تخبر العقل أن الوقت قد حان لتناول الطعام مرة أخرى. تزداد مستويات الجريلين أيضًا عند فقدان الوزن، مما يدفعك إلى تناول المزيد من الطعام وفي نفس الوقت إبطاء عملية التمثيل الغذائي – معدل استهلاك الجسم للسعرات الحرارية.
على الرغم من أنك قد ترغب بشدة في التخلص من الدهون الزائدة، إلا أن عقلك لديه خطط أخرى – مثل الإبقاء على قدر من الدهون التي يعتقد أنك بحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. تحقيقا لهذه الغاية، يعمل العقل كمنظم الحرارة، حيث يراقب باستمرار مستويات الهرمونات مثل اللبتين التي توفر تغذية مرجعية عن مستويات الدهون في الجسم. عندما تأكل أقل وتفقد وزنك، يتدخل العقل ويعمل على استعادة التوازن عن طريق إرسال إشارات الجوع ولجعل الأمور أسوأ يقوم بإبطاء عملية الأيض أو التمثيل الغذائي (انظر قسم “دروس من برنامج The Biggest Loser).
يضيف نظام المكافآت في الدماغ إلى التحدي فقط من خلال تشجيعك على البحث عن طعام عالي الدهون وعالي السعرات الحرارية – وهي استراتيجية تستخدم للمساعدة في البقاء على قيد الحياة في الأوقات التي كان فيها الطعام نادرًا، ولكنها تعمل على معوقاتنا اليوم. على الرغم من أن علم الأحياء لدينا لم يتغير كثيرًا، فقد تغيرت إمداداتنا الغذائية خاصة على مدار الأربعين عامًا الماضية. اليوم، 61% من الطعام الذي نأكله يتكون من أطعمة تمت معالجتها والتي نلتهمها بسرعة ونقوم بتخزينها بسهولة على شكل دهون. في الوقت نفسه، تفتقر ثلاثة أرباع الأنظمة الغذائية الأمريكية إلى الأطعمة الصحية الكاملة، مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والتي يتم هضمها ببطء وتساعدنا على الشعور بالشبع.
علاوة على ذلك، فإن معظمنا أقل نشاطًا بدنيًا مما كان عليه أسلافنا – وهو عامل آخر يجعل من الصعب الحفاظ على فقدان الوزن. صُممت أجسادنا للتحرك وخلال هذه العملية يتم حرق الطاقة. ومع ذلك، فإننا نركب السيارات أو نركب القطار إلى العمل، ونجلس في مكاتبنا عندما نصل إليها. ثم نقضي عطلات نهاية الأسبوع في مشاهدة الألعاب الرياضية بدلاً من ممارستها – ويعيش الكثير منا في أحياء لا تساعد على المشي أو ممارسة النشاط البدني. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم متنزه أو ملعب أو مساحة مفتوحة في الحي هم أقل عرضة بنسبة 32% للإصابة بالسمنة من أولئك الذين ليس لديهم مساحات ترفيهية خارجية في الجوار.
يشير خبراء الصحة إلى هذا المزيج من الأطعمة عالية السعرات الحرارية وقلة التمارين الرياضية على أنها بيئة “مسببة للسمنة”، أي بيئة تشجعنا على الإصابة بالسمنة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة متزايدة على أن هناك جوانب أخرى للطريقة التي نعيش بها اليوم – مثل قلة النوم الذي نحصل عليه ومدى ارتفاع مستويات التوتر المزمن لدينا – كل هذه العوامل تؤدي إلى تأثيرات بيولوجية يمكن أن تؤثر على وزننا أيضًا، لأنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع هرمونات التوتر والجوع.