هل زيادة الوزن مرتبطة بالجينات؟
أجسامنا مبرمجة لتخزين الدهون لاستخدامها في أوقات الحاجة. ومع ذلك، يبدو أن بعض الناس يكتسبون وزنًا أسرع من غيرهم. قد يكون السبب وراثيًا.
لعقود من الزمان، اعتقد خبراء الصحة أن بعض الأشخاص معرضون بشكل خاص لزيادة الوزن أو السمنة لأنهم ورثوا جينات كانت فعالة بشكل خاص في تخزين الدهون لضمان البقاء على قيد الحياة. الآن، يدرك الباحثون أن هذه الجينات ليست هي الوحيدة التي قد تساهم في زيادة الوزن. في الواقع، اكتشف العلماء 127 جينًا مختلفًا مرتبط ببعض جوانب السمنة. على سبيل المثال، يولد بعض الأشخاص بطفرة جينية تؤدي إلى نقص خلقي في هرمون اللبتين، والذي يسبب سمنة شديدة في وقت مبكر من الطفولة. يتمتع الأشخاص المصابون بهذه الحالة بوزن طبيعي عند الولادة، ولكن نظرًا لأنهم لا ينتجون كمية كافية من هرمون اللبتين، فإنهم دائمًا جائعون ويكتسبون الوزن بسرعة. يبدو أن الجينات الأخرى تساهم في زيادة الوزن من خلال تعزيز أحد الأمور التالية:
·        بطء التمثيل الغذائي وانخفاض معدل حرق السعرات الحرارية
·        الميل إلى عدم النشاط البدني
·        انخفاض القدرة على حرق السعرات الحرارية من الدهون
·        الميل لتكوين الخلايا الدهنية الزائدة وتخزين مستويات عالية من الدهون في الجسم.
تختلف قوة التأثيرات الجينية على الوزن اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر ويمكن أن تمثل أكثر من 40% من التباين في مؤشر كتلة الجسم، ذلك وفقًا لدراسات تمت على مجموعة من التوائم، بما في ذلك التوائم المفصولة عند الولادة. بشكل عام، إذا كان كل من والديك أو أقاربك الآخرين يعانون من زيادة الوزن بشكل ملحوظ، فمن المرجح أن تصاب بالسمنة أكثر من أي شخص ليس لديه تاريخ عائلي من زيادة الوزن. إذا كان لديك تاريخ عائلي قوي من السمنة، وخاصة السمنة المفرطة، فمن المحتمل أن تكون الجينات سبب في ذلك.
ومع ذلك، فإن علم الأحياء ليس هو المحدد للقدر. حتى الأشخاص الذين لديهم ما يسمى بجين كتلة الدهون والجين المرتبط بالسمنة (FTO) وهو أول جين تم اكتشافه يساهم في الأنواع الشائعة من السمنة، يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن إذا شاركوا في مستوى عالٍ من النشاط البدني. يمكن أن تفيد التغييرات الغذائية أيضًا الأشخاص الذين لديهم عدد من الجينات الأخرى المرتبطة بالسمنة. وفي بعض الحالات، قد تساعد التحسينات في بكتيريا الأمعاء. النتيجة النهائية واضحة: لا يمكنك تغيير جيناتك، لكن يمكنك التحكم في بيئتك. فالبيئة التي نعيش فيها هي القوة الدافعة وراء الزيادة الهائلة في السمنة منذ السبعينيات.