كلمة اخيرة : شخصية الفئة A
تأقلمت فئة الدم A في الأصل للتعامل مع مجموعات سكانية كثيفة ونمط حياة أكثر ميلاً إلى عدم الحركة لكن أكثر تمدناً أيضاً. هكذا ظهرت خصائص نفسية معينة لدى أشخاص مجبرين على تحمل مطالب مجتمع مزدحم.
في خضمّ هذا الواقع يفترض بالإنسان أن يمتلك ميزّات كثيرة لكن أهمها هو التعاون. اضطر القدماء الذين يحملون فئة الدم A إلى التعامل مع أفراد المجتمع الآخرين بتهذيب ولياقة واقتدّوا بالقوانين وأظهروا قدرة على التحكم بانفعالاتهم إذ يستحيل إقامة أي مجتمع إذا لم يحترم أفراده الآخرين وممتلكاتهم. ولا ينجح الانعزاليون في تحقيق أي شيء في المجتمع. ولو لم تتطوّر خصائص الفئة O لتتماشى والمجتمع الزراعي لكانت الفوضى دبّت فيه ولقُضي في النهاية على البشرية. ومرّة أخرى يعود الفضل في استمرار الإنسانية إلى أجدادنا الذين كانوا من الفئة A.
كان على أصحاب الفئة A القدامى أن يتحلّوا بالذكاء والحس المرهف والعاطفة الجياشة والحنكة الضرورية لمواجهة ظروف حياة أكثر تعقيداً من ذي قبل. لكن تلك الحسنات كلها انحصرت داخل نطاق معين وربما لهذا السبب بالذات ما زال أصحاب الفئة A يمتلكون حتى اليوم نفسية كثيرة التعقيدات.
يخفي هؤلاء قلقهم وضيقهم الشديد لأن هذا ما يفعله المرء عندما يحاول أن ينسجم مع الآخرين. إنما توخُوا الحذر عندما ينفجر صاحب هذه الفئة! أما علاج هذ الضغط النفسي الداخلي الكبير فهو كما ذكرنا سابقاً؛ تمارين اليوغا والتاي تشي المهدئة التي تساعد على التأمل والاسترخاء.
يبدو أن من ينتمي إلى الفئة A لا تناسبه المراكز القيادية التي يبرع في تنفيذ مهامها أصحاب الفئة O . فهذه المراكز تخضعه لضغوطات شديدة لا أعني أنه ليس باستطاعة أصحاب الفئة A أن يكونوا قادة. إنما أعني أنهم يرفضون غرائزياً مفهوم القيادة الحديث القائم على مبدأ شريعة الغاب. وعندما يصل أحد المنتمين إلى الفئة A إلى مناصب قيادية غالباً ما يسير بخطى حثيثة إلى خرابه.
كان ليندون ب. جونسون وريتشارد نيكسون وجيمي كارترء وكلهم رؤساء للولايات المتحدة الأميركية؛ ينتمون إلى الفئة A. ورغم أن هؤلاء أذوا مهامهم ببراعة وشغف فقد ارتكبوا جميعهم أخطاء فادحة. فعندما كان الضغط يشتدّ عليهم كانوا يصابون بضيق شديد وجنون الارتياب ويأخذون كل ما يحصل وما يقال من حولهم على محمل شخصي. وفي نهاية المطاف أجيرتهم ردّات الفعل هذه الخاصة بالفئة A على التخلي عن سدّة الرئاسة.
لعلّ أدولف هتلر أهم مشاهير الفئة A. وربما يربط معظم الناس هذه الشخصية بالتسلّط المطلق والثقة بالذات إلى حد العنف اللذين يتميّز بهما من ينتمي إلى الفئة O. إلا أن صفة هتلر الطاغية على كل صفاته الأخرى كانت طبعه الحسّاس بشكل مفرط الذي دفعه في النهاية إلى الجنون. كان متلر شخصاً غير سوي وهوسه بمجتمع منظم على أساس الخصائص الجينية الوراثية كان ثمرة شخصية مشوّهة تنتمي إلى الفئة ه وتمتلك رؤيا مرعبة أشبه بكابوس تود تحقيقها.