سرطان الثدي
منذ سنوات؛ وفيما كنت أسجّل المعلومات على سجلات المرضى الجدد رحت ألاحظ أن العديد من النساء اللواتي عانين من سرطان الثدي في مرحلة ما من ماضيهن البعيد وشفين منه كليا هن من فئتي الدم  O و B
وكان معدل شفائهن مذهلاً بما أن العديد منهن لم يصل إلى مرحلة علاج متقدمة جداً  فلم يتعدّ الأمر عملية جراحية لاستئصال الورم فحسب؛ ونادراً ما وصل إلى العلاج الكيميائي أو بالأشعة.
كيف يمكن ذلك؟ تُظهر الإحصاءات عن سرطان الثدي أنّ 19 إلى  %25  من النساء فقط يعشن خمس إلى عشر سنوات بعد تشخيص المرض  حتى مع أكثر العلاجات قوة. لكن هؤلاء النسوة عشن لفترة أطول مع حدّ أدنى من العلاج. هل فئة الدم O أو فئة الدم  AB  ساعدت على حمايتهن من تفشي المرض أو من الانتكاس؟
مع مرور السنوات  بدأت ألاحظ أن النساء من فئة الدم A المصابات بسرطان الثدي  والنساء من فئة الدم AB أيضاًء علماً أنني لم أعالج العديد من النساء من فئة الدم النادرة هذه؛ يعانين من ورم خبيث أكثر عدائية ويسجلن معدل نجاة أقل من غيرهن؛ حتى وإن أظهرت الخزعات المستأصلة من العقد اللمفاوية أنهن تخلصن من السرطان. واستنتجت؛ استناداً إلى تجاربى السريرية الخاصة ودراستى للكتب والمقالات العلمية؛ أنّ ثمة علاقة هامة ما بين فئة
الدم والقدرة على الشفاء من سرطان الثدي.
في العام 1991 ظهرت دراسة في صحيفة طبية انكليزية Lancet قد تعطي جواباً جزئياً. فقد أشار الباحثون إلى أنه من الممكن توقّع انتشار أو عدم انتشار سرطان الثدي إلى العقد اللمفاوية بحسب خصائصه عند معالجته بمادة تحتوي على لكتين مستخرج من بزاقة تؤكل وتحمل اسم Helix pomatia وربط الباحثون ما بين تناول لكتين البزّاق وانتقال داء السرطان إلى العقد
اللمفاوية. بمعنى آخرء تتغيّر مولدات المضاد على سطح الخلايا السرطانية الأولية في الثدي؛ ما يسمح للسرطان بتخطي كل دفاعات الجسم والوصول بدون أي رادع إلى العقد اللمفاوية. أما بيت القصيد هنا فهو أن لكتين هذه البزاقة Helix pomatia مفيد جداً لفئة الدم A  لأنه يجعل الخلايا السرطانية تتكتل فيسهل على جهاز المناعة التعرف عليها والتخلّص منها.
اكتشف الباحثون الذين يدرسون سرطان الثدي أنّ خلايا السرطان حين تتغيّر. تصبح شبيهة بمولدات المضاد الخاصة بالفئة A ما يسمح لها بتجاوز دفاعات الجسم كلها وبالتفشي من دون أن يعيقها شيء في السائل اللمفاوي غير القادر على التخلص منها.
فهل نجا مرضاي من فئة الدم  Oأو من فئة الدم B لأنهم من فئتي الدم O و B  ؟ يبدو ذلك.
ويؤكد فهمنا العلمى لمرض السرطان هذه النظرية. فللعديد من خلايا السرطان مولدات مضاد أو دلالات فريدة على سطحها. تسجل مريضات سرطان الثدي ‎‏ على سبيل المثال, معدلات من مولد المضاد السرطاني
 (CCA15-3)15-13وهي من المواد الكيماوية التي تدل على  وجود سرطان الثدي. أما مريضات سرطان المبيض فيسجلن معدلات عالية من مولد المضاد السرطاني 125 (CA125)؛ ويسجل مرضى سرطان البروستات معدلات عالية من مولد المضاد الخاص بالبروستات ((PSA وهكذا دواليك. وتُستخدم مولدات المضاد هذه غالباً لمراقبة تطوّر المرض وفعالية العلاج  وتسمى دلالات الورم الخبيث. ويرتبط نشاط العديد من دلالات الورم الخبيث بفئة لدم  وتكون الدلالات أحياناً عبارة عن مولدات مضاد غير كاملة أو تالفة من فئة دم معيّنة. إن مولدات المضاد هذه كانت لتشكل في خلية طبيعية جزءاً من نظام فئة الدم الخاص بالشخص
لن يدهشنا إذاً بناء على ما تقدّم؛ أن العديد من دلالات الورم الخبيث يحمل خصائص شبيهة بتلك التي تعود إلى فئة الدم A ؛ ما يسمح لها بالوصول بسهولة إلى جسم الفئتينA  و AB. فيرحب بها كجسم مألوف؛ فتصبح أشبه بحصان طرواده. ويبدو جلياً أن اكتشاف الخلايا المتطقّلة
والتخلّص منها سيكون أسهل إذا ما غزت جسم الفئة O  أو الفئة B .
إن دلالات سرطان الثدي (مولدات المضاد) تشبه مولدات المضاد لدى فئة الدم  A وهذا هو الرد على تساؤلي عن الفروقات في معدلات الانتكاس عند مرضاي. فبالرغم من أن بعض المريضات من الفئة O و B أَصِبن بسرطان الثدي إل أنَ مولدات المضاد لديهن كانت أكثر قدرة على مواجهته» حاصرت خلايا السرطان الأولية وقضت عليها. من جهة أخرى  لم تستطع المريضات من فثئتي الدم  Aو AB مواجهة المرض كما يجب لأنهن عاجزات
عن رؤية الخصم؛ فحيثما التفت جهاز المناعة وجد الخلايا تشبهه؛ ما يفقد جهاز المناعة القدرة على اكتشاف الخلايا السرطانية المتحّلة المختبئة خلف قناعها الذكى .
حالة وقاية من سرطان الثدي
أن 47 سنة فئة الدم A
كانت ان تتردد علي العيادة لمدة اربع سنوات من دون أن تعاني من مرض معيّن . لكن عندما تمت مراجعت تاريخ أسرتها الصحي؛ علمت أنها شهدت حالات سرطان ثدي عديدة  من ناحيتي والدها ووالدتها على حدّ سواء؛ وأن معدل الوفاة بين الذين أصيبوا بالمرض كان عالياً.
كانت آن تعلم أنها معرّضة وراثياً للإصابة بالمرض لكنها فوجئت حين اكتشفت أن فئة دمها تشكل عامل خطر إضافي. وقالت : (لا أعتقد أن الأمر يشكّل فارقاً) فإما أن أصاب بالمرض وإما لا أفعل. وليس بيدي حيلة حيال ذلك
أبلغت آن أن ثمة إجراءات عديدة يمكنها اتخاذهاء فعليها فى بادىء الأمرأن تتثبه جيداً لأي أورام مشبوهة في الصدرء وأن تقوم غالباً بفحص تدييها بنفسهاء فضلاً عن إجراء صورة للثدي بشكل دوري.
سألتها:  متى أجريت آخر صورة للثدي؟ فاعترفت بأنها تعود إلى سبع سنوات خلت؛ وتبّين لى أن آن غير ميّالة للاستفادة من التقنيات الطبية التقليدية. فقد اضّلعت على فوائد الأعشاب والفيتامينات وقرأت الكثير عنها واستخدمتها لعلاج نفسها لكن عندما وصلت المسألة إلى علاجات طبية أكثر تعقيدا تجنبت ذلك . إنما وعدتني بتحديد موعد لإجراء صورة الثدي.
جاءت نتيجة الصورة ممتازة, وبدأت آن برنامجاً مركّزاً لتجنب الإصابة بمرض السرطان. وكان النظام الغذائي الخاص بفئة الدم ِ A تحولاً سهلاً بالنسبة إليهاء لأنها كانت تتبع أصلاً نظاماً غذائياً نباتياً. وأرفقت النظام الغذائي بمأكولات مضادة للسرطان فزدت كمية الصويا وأضفت أعشاباً طبّية. بدأت آن بدراسة اليوغا وأخبرتني أنها للمرة الأولى في حياتهاء لم تعد قلقة باستمرار من احتمال إصابتها بالسرطان.
وبعد سنة أجرت آن صورة ثانية للثديين فظهرت هذه المرة علامة مريبة في ثديها الأيسر. وبعد استئصال نسيج منها ودراسته تبّين أنها خلايا يمكن أن تتحوّل إلى سرطان وتعرف بالتنشّؤ الورمي. وهي حالة تعني وجود خلايا غير طبيعية, وليست سرطاناً إنما قد تتحوّل إلى سرطان إذا ما استمر تشوّه الخلايا وتكاثرها. خلال عملية أخذ الجرعة قام طبيب آن بإزالة العلامة المريبة.
وبعد ثلاث سنوات؛ لم تظهر أي علامات جديدة؛ علماً أننا أخضعنا آن لمراقبة مشددة. واستمرت هي في اتباع النظام الغذائي الخاص بفئة الدم  A وهي في صحة ممتازة حتى الآن.
ما من عمل يقوم به الطبيب أعظم قيمة من تدارك المرض ومعالجة المشكلة قبل نشوئها. سرّني أن تقصدني آن في الوقت المناسب كما سرّني أنها اتخذت الخطوات المناسبة.