أمراض القلب والشرايين
تنتشر أمراض القلب والشرايين كالوباء فى المجتمعات الغربية؛ بسبب عوامل متعددة منها النظام الغذائي وعدم ممارسة الرياضة والتدخين والضغط النفسى .
فهل من علاقة ما بين فئة O وأمراض القلب والشرايين؟ عندما انكبّت دراسة فرامتغهام الشهيرة حول أمراض القلب على العلاقة بين فئة الدم وأمراض القلب لم تجد فرقاً واضحاً بين فثات الدم في ما يتعلق بمن يُصابٍ
بأمراض القلب. لكنها اكتشفت علاقة قوية ما بين فئة الدم ومن ينجو بعد إصابته بالمرض . وقد تبيّن في هذه الدراسة أن مرضى القلب من الفئة O ما بين التاسعة والثلاثين والثانية والسبعين من العمرء يتمتعون بمعدلات نجاة أعلى من المرض من الفئة م من الأعمار نفسها. وهذا ينطبق خاصة على الرجال ما بين الخمسين والتاسعة والخمسين من العمر
وبالرغم من أن دراسة فرامنغهام لم تتطرّق لهذا الموضوع بعمق .إلا أنها تظهر أن العوامل نفسها التي تساهم في النجاة من أمراض القلب تقي نسبياً من الإصابة بالمرض. واستناداً إلى هذه العوامل يتبيّن بوضوح أنّ الأشخاص من الفئتين A و AB أكثر عرضة للخطر فدعونا ندرسها:
لعل أهم هذه العوامل هو الكولسترول وهو العامل الأول المسبب لأمراض الشريان التاجي . ينتج الكبد معظم الكولسترول الموجود في جسمناء لكن ثمة أنزيم يحمل اسم فوسفاتاز ويتواجد في المعي الدقيق؛ مسؤول عن امتصاص الدهون الغذائية وتؤدي معدلات الفوسفاتاز القلوي المرتفعة التي تسرع عملية امتصاص الجسم للدهون وأيضها إلى انخفاض معدلات الكولسترول في الدم. نجد أعلى معدلات هذا الأنزيم الطبيعي لدى فئة الدم
O. أما الفئة B والفئة AB والفئة A فتسجل معدلات متراجعة دوماً من هذا الأتزيم, علماً أن الفئة B تسجل أعلى معدل منه بعد الفئة O.
أما العامل الآخر الذي يساعد أصحاب الفئة O على النجاة من المرض فهو عامل تخثر الدم. فكما أشرنا سابقاًء لا يتمتع هؤلاء بعناصر تخثر كثيرة في دمائهم» وهذا الخلل قد يعمل لصالحهم فالدم السائل لا يدع الترسبات تتراكم على جدران الشرايين فتسدّ مجرى الدم. من جهة أخرى يعاني أصحاب فئة الدم A وفئة الدم AB نسبياً؛ من معدلات عالية من الكولسترول والتريغليسريد في دمهم وهي معدلات تفوق تلك التي يسجلها أصحاب الفئتين B و O
حالة مرض قلب
ويلما: 52 عاماً؛ فئة الدم: 0
تعاني ويلما ٠ وهي امرأة لبنانية في الثانية والخمسين من العمر من مرض متقدّم في القلب والشرايين. عندما تم فحصها للمرة الأولى كانت قد خرجت لتوها من المستشفى بعد خضوعها لعملية بالون لإزالة انسداد الشريان التاجي. أخبرتني أن معدل الكولسترول لديها كان يبلغ 350 عندما راجعت الطبيب للمرة الأولى (المعدل الطبيعى هو 200 إلى 220)؛ وأن ثلاثة من
شرايينها كانت مسدودة بمعدل يفوق %80. وبما أن فئة دم ويلما هي O فاجأني مرضها نظراً لأن معدل إصابة الأشخاص من هذه الفئة بهذا المرض متدنٍ. كما كانت أصغر من معظم النساء اللواتي يعانين من انسداد حاد كهذا؛ فمعظم النساء لا يعانين من أمراض القلب إلا بعد سن الإياس بفترة طويلة (تذكروا أنّ لكل قاعدة استثناء فاستعداد البعض للإصابة بمرض ماء لا يعني أنهم سيصابون به حتماً.
لطالما أكلت ويلما الطعام اللبناني التقليدي؛ بما في ذلك الكثير من زيت الزيتون والأسماك والحبوب التي يعتبرها معظم الأطباء مفيدة للدورة الدموية. لكنها بدأت تعاني منذ خمس سنوات أي في سن السابعة والأربعين من آلام في عنقها وذراعيها. ولم يخطر في بالها مرض القلب قط! وافترضت أن الألم ناتج عن التهاب في المفاصل وتفاجأت حين شخْص طيبها حالتها على أنها ذبحة صدرية وهو ألم ناتج عن عدم وصول كمية وافية من الأوكسجين والدم إلى عضلة القلب.
بعد عمليتها. نصحها طبيب القلب بتناول دواء يخفّض معدل الكولسترول واسمه :Mevacor. لكن ويلما قلقت من المشاكل المتأتية عن تناول الأدوية على المدى الطويل, وأرادت أن تجرّب علاجاً طبيعياً قبل البدء بتناول الدواء؛ فجاءت لتراني
وبما أَنْ فئة دم ويلما هي O نصحتها بإضافة اللحم الأحمر الخالي من الدهن إلى نظامها الغذائي . ونظراً لوضعها الصحيء شعرت بتوتر وتردد إزاء تناولها أطعمة تُحطّر عادة على الأشخاص الذين يعانون من الكولسترول أو أمراض القلب. واستشارت على الفور طبيب القلب الذي أبدى امتعاضه من هذه الفكرة؛ وطلب منها مجدداً تناول الدواء الذي وصفه لها سابقاً أي
ال:Mevacor. لكن ويلما كانت جديّة في تجتبها العلاج بالأدوية فقررت اتباع النظام الغذائي المحدد للفئة O مدة 3 أشهر وفحص الكولسترول بعد ذلك.
أثبتت ويلما العديد من نظرياتي حول الاستعداد الوراثي ي للارتفاع في معدل الكوليسترول لدى بعض الأشخاص. فغالباً ما يعانى بعض الأشخاص لأسباب وراثية أو أسباب أخرى من ارتفاع معدلات الكولسترول في دمائهم بالرغم من الحميات الصارمة التي يتبعونها. ويتبيّن عادة أنّ لديهم خللا ما في أيض الكولسترول الذي يفرزه الجسم. وأعتقد أن إكثار أصحاب الفئة O من تناول بعض الكاربوهيدرات أي السكريات البطيئة (عبر تناول منتجات القمح عادة) يؤثر في فعالية الأنسولين لديهم؛ فالجسم يفرز عندئذ المزيد من الأنسولين الذي يبقى فيه لمدة أطول. ومع تزايد إفراز الأنسولين يخرّن الجسم المزيد من السكر على شكل دهون في الأنسجة ويرتفع معدّل التريغليسريد في الدم.
وبعد أن نصحت ويلما بزيادة استهلاكها للحم الأحمرء ساعدتها على إيجاد بدائل للكميات الكبيرة التي تستهلكها من منتجات القمح (خبز – معجنات حلويات…) ووصفت لها خلاصة الزعرور البري (يستخدم كمنشط للقلب والشرايين) وجرعات خفيفة من فيتامين B3(النياسين) الذي يساعد على تخفيض معدلات الكولسترول.
تعمل ويلما كسكرتيرة تنفيذية وتتعرض لضغط نفسي شديد في عملهاء كما أنها لا تمارس الرياضة إلا نادراً . وقد أثار اهتمامها الشرح الذي قدمته لها عن العلاقة ما بين الضغط النفسي والنشاط الجسدي لدى الفئة O. فضلا عن العلاقة ما بين الضغط النفسي وأمراض القلب. ولم تمارس ويلما الرياضة بانتظام أبداً ولذلك لم تتعلم من أين تبدأ. نصحتها بالبدء ببرنامج المشي لتستعيد تدريجياً لياقتها البدنية. وبعد أسابيع أشارت ويلما إلى أنْ المشي نعمة من الله وأنها تشعر بتحسّن كبير.
في غضون 6 أشهر ٠. هبط معدل الكولسترول في دم ويلما من دون دواء ليصل إلى 187 وثبت على هذا الحد. وقد سرها أن يعود الكولسترول إلى معدّله الطبيعى؛ بعد أن بدا ذلك مستحيلاً.
دهش الطبيب المتمرّن الذي يستخدم العلاجات الطبيعية ويعمل في مكتبي؛ فكل الأدلة التقليدية تشير إلى أن الذين يعانون من ارتفاع معدل الكولسترول في دمهم عليهم تجنب اللحم الأحمر لكن ويلما شفيت عندما تناولت اللحم الأحمر. كانت فئة الدم هي الحلقة الناقصة.
حالة معدل كوليسترول مرتفع بشكل خطير
جون: 23 عاماً؛ فئة الدم؛ O
سجّل جون الذي تخرّج مؤخراً من الجامعة معدلات مرتفعة من الكولسترول والتريغليسريد وسكر الدم وهي أعراض غير طبيعية لدى شاب في سنه؛ لا سيّما وأنْ فئة دمه هي O. وبما أنّ تاريخ العائلة الطبي شهد الكثير من أمراض القلب؛ فقد شعرت العائلة بالقلق. وبعد مراجعة أطباء قلب في «يال»؛ أبلغ جون أن استعداده الورائي طاغ بشكل يجعل الأدوية التي
تخمض الكولسترول غير مجدية. في الواقع, قيل له إنه سيعاني من انسداد الشريان التاجى, عاجلاً وليس آجلاً.
بدا جون مكتئباً وواهناً؛ وراح يشتكي من ارهاق شديد: كنت أعشق ممارسة الرياضة, لكني أفتقر إلى الحيوية والطاقة الآن. وعانى جون أيضاً من أوجاع متكررة في الحلقوم ومن تورم في اللوزتين. وأظهر ملقه الطبي إصابته بالتهاب الحنجرة وبداء لايم”* مرتين.
وكان جون يتبع نظاماً غذائياً نباتياً نصحه به طبيب القلب وذلك منذ بعض الوقت. لكنه اعترف بأن هذه الحمية تجعل حالته أسواً بدلا من أن بعد مرور أسابيع قليلة على اتباعه النظام الغذائي المحدد لفئة الدم O جاءت النتائج مذهلة. في غضون خمسة أشهرء تراجعت معدلات الكولسترول والتريغليسريد والسكر في دمه لتصل إلى مستوى طبيعي. وبعد ثلاثة أشهن أجرى جون فحصاً جديداً لدمه أظهر النتائج الإيجابية نفسها. إذا استمر جون في اتباع النظام الغذائي المخصص للفئة O وفي ممارسة الرياضة بانتظام وتناول المكملات الغذائية؛ فسوف تكون لديه فرصة جيدة للتغلب على مرضه الوراثي.
ضغط الدم المرتفع
إن قوة قلوبنا النابضة الديناميكية تعمل باستمرار بين ضلوعناء لتضخ الدم في أجسامنا وهذه العملية تجري عادة برفق شديد بحيث نادراً ما نفكر فيهاء لذا حمل ارتفاع ضغط الدم اسم القاتل الصامت. فمن الممكن أن نعاني من ارتفاع خطير في ضغط الدم من دون أن ندري بذلك أبداً.
عند قياس ضغط الدم يتم قراءة رقمين الرقم الانقباضي (في الأعلى(
يحدد ضغط الشرايين فيما قلبنا يضخ الدم, والرقم الانبساطي (الأدنى) يحدد ضغط الشرايين فيما قلبنا يرتاح بين انبضات.
الضغط الانقباضي الطبيعي هو 120؛ فيما الضغط الانبساطي الطبيعي هو
80 أي 120 على 80 (80/120). ويعتبر الضغط مرتفعاً إذا ما سجّل 140/90
تحت سن الأربعين و160/95 فوق سن الأربعين.
يؤدي الضغط المرتفع , الذي يترك دون علاج , إلى عدد من المشاكل بما في ذلك الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وفقاً لخطورة ارتفاعه وطول الفترة التي عانى فيها المريض من الضغط المرتفع.
إن المعلومات المتوفرة عن العلاقة ما بين فئة الدم وعوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم قليلة. لكن ارتفاع ضغط الدم يترافق غالباً مع أمراض القلب لذا ينبغي على الأشخاص من فئة الدم A وفئة الدم AB الانتباه.
إن مخاطر ارتفاع ضغط الدم مماثلة لمخاطر أمراض القلب والشرايين. ويتوجب على المدخنين. ومرضى السكري. والنساء بعد سن الإياس والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وأولئك الذين لا يمارسون أيّ نشاط جسدي أو رياضي أو يشغلون مناصب تعرّضهم لضغط نفسي شديدء أن يولوا اهتماماً شديداً لتفاصيل برنامج فئة دمهم لا سيّما في ما يتعلق بالنظام الغذائى والرياضة.
حالة ضغط دم مرتفع
بيل: 54 سنة, فئة الدم:A
كان بيل وهو تاجر في متوسط العمرء يعاني من ضغط دم مرتفع : عندما تمت معاينته للمرة الأولى في آذار 1991 كان ضغط دمه مرتفعاً جدا إذ تراوح ما بين 150/105 و 135/ 95. وسرعان ما وجدت أسباب هذه الأرقام في نمط حياته. حيث يتعرّرض لضغط نفسى شديد فهو شريك في شركة هامة ويعاني من مشاكل عائلية. وقد توقف بيل عن تناول أدوية الضغط التي وصفها له طبيبه لأنها تسبب له دواراً وإمساكاً حاداً. أراد بيل أن يختبر علاجاً طبيعياً؛
وكان عليه أن يبدأه على الفور.
طلبنا من بيل اتباع النظام الغذائي الخاص بالفئة A وهو تغيير هائل بالنسبة لأميركي ضخم من أصل إيطالي. كما بدأت أعالج ضغط بيل النفسي بالتمارين المخصصة للفئة A . في البدء؛ شعر بالإحراج من ممارسة اليوغا وتمارين الاسترخاء لكنه ما لبث أنَ بدّل رأيه حين رأى أنه أصبح أكثر هدوءٌ وأكثر إيجابية.
وفي زيارته الأولى أطلعنا بيل أيضاً على مشكلة خاصة ذات طبيعة مختلفة فهو وشركاؤه يعدّون لبوليصة ضمان صحي جماعي وإذا ماتم اكتشاف ضغط دمه المرتفع؛ فستضطر الشركة لدفع أقساط أكبر. وبفضل تقنيات خاصة للتخلّص من الضغط النفسي والنظام الغذائي للفئة A وأعشاب طبيّة متعددة؛ تمكن بيل من اجتياز فحص شركة التأمين بنجاح.