أمراض الكبد
أمراض الكبد الناتجة عن الكحول
يؤثر الإدمان على الكحول على أجهزة الجسم كلهاء لكن لعل ضرره الأسوأ يقع على الكبد. ويبدو أن العشرين بالمئة من السكان غير المفرزين
)أي أن مولدات المضاد لديهم لا تظهر في إفرازات أجسامهم) أكثر عرضة للإدمان على الكحول  لكن استعدادهم هذا لا علاقة له بهذه المسألة؛ فبسبب صدفة غير سعيدة؛ تقع الجينة التي تحدد ما إذا كنت غير مفرز لمولدات المضاد الخاصة بفئة دمك؛ على الجزء نفسه من الحمض النووي الذي تقع عليه جينة الإدمان على الكحول. وقد لاحظت أن معظم مرضاي من غير المفرزين لمولدات المضاد الخاصة بفئة دمهم  قد عرفت عائلاتهم حالات إدمان على الكحول.
ومن الغريب أيضاً أنّ غير المفرزين لمولدات المضاد هم الذين يستفيدون من كميات معتدلة من الكحول لحماية قلوبهم. فقد أظهرت دراسة دانماركية أن غير المفرزين هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض القلب المعروف باسم الإسكيمية (وهو نقص في دفق الدم في الشرايين). لكن حين يشربون القليل من الكحول تتغيّر وتيرة إفراز الأنسولين في أجسامهم مما يبطىء عملية تراكم الدهون في شرايينهم وهذه المعلومة المتناقضة لغز يصعب حلّه.
ونظراً لتأثير الكحول على الجهازين الهضمي والمناعي  لا تسمح الأنظمة الغذائية المعدّة لكل فئة دم باستهلاك الكحول الثقيلة.
ومن الواضح أيضاً أنّ الضغط النفسي يلعب دوراً في الإدمان على الكحول  فقد وجدت دراسة يابانية أن عدد الذين يخضعون للعلاج من الإدمان على الكحول في الفئة A يفوق عددهم في الفئتين O و B. ويُعتقد أن الأشخاص من فئة الدم B يسعون إلى الاسترخاء من الضغط النفسي عبر استهلاك العناصر الكيميائية الموجودة في الكحول التي تحررهم من الضغط
الذي يفرضونه على أنفسهم. ومن المعروف أن الإنسان استخدم عبر التاريخ المسكّرات للمتعة ولتسكين الألم وللانتقال إلى عالم آخر وللعلاج.
إن %3 من الكحول التي نستهلكها تمر في الجسم ويتم طرحها خارجة؛ أما الكمية الباقية فيخضعها الكبد لعملية الأيض وتتحول إلى مواد أخرى في المعدة وفي المعي الدقيق. ومع مرور الوقت؛ وإذا ما استمر استهلاك الكحول بشكل منتظم ومفرط» تتلف خلايا الكبد. وقد تكون النتيجة النهائية تليّفاً (تشمُع الكبد) ونقصاً غذائياً خطراً بسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية من الطعام ليصل المرء إلى الموت.
الحصى في المرارة  تليف الكبد واليرقان
أمراض الكبد لا ترتبط كلهاء بالطبع؛ بالكحول  إذ يمكن للعدوى والحساسية والاضطراب فى عمليات الأيض أن تلحق الضرر بالكبد. فاليرقان (الصفيرة) على سبيل المثال يظهر غالباً لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد  فيما يرتبط تكرّن الحصى في المرارة بالبدانة. وقد ينتج تليّف (تشمّع) الكبد عن عدوى أو خلل في قنوات المرارة, أو أي أمراض أخرى تؤثر في
الكبد .
ولأسباب لم نتمكن من فهمها كلياً؛ يميل الأشخاص من فئات الدم A و
B و AB إلى الإصابة أكثر من الأشخاص من فئة الدم O بمشكلة الحصى في المرارة وأمراض قنوات المرارة واليرقان وتليّف الكبد. علماً أن فئة الدم  A تسجّل أعلى المعدّلات. ويُقال إن الأشخاص من فئة الدم A أكثر قابلية للإصابة بأورام في البنكرياس .
العدوى الإستوائية وديدان الكبد المسطحة
يبدو أنَ الأمراض الإستوائية الشائعة التى تصيب الكبد فتتسبب بتليّفه أو تترك عليه ندبات أكثر شيوعاً بين الأشخاص من فئة الدم O ؛ ويُصاب بها أصحاب الفئتين B و AB إنما بنسبة أقل. أما الأشخاص من فئة O الذين طوّروا فى الماضى السحيق أجساماً ضدّية مضادة للفئة A والفئة B لحماية أنفسهم من هذه الطفيليات فلديهم مناعة ضدها.
لقد عالجنا العديد من أمراض الكبد وشفيتها عبر استخدام مكوّنات من الأعشاب من تلك المذكورة في الفصل العاشر. إن المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد هم في معظم الأحيان من الفئة A أو  ABغير المفرزين.
حالة مرض في الكبد
جيرار: 38 سنة؛ فئّة الدم: B
جيرار في الثامنة والثلاثين من العمر ويعاني من تصلّب قنوات المرارة وهو التهاب يسبب ندوباً؛ وهذه الحالة تؤدي عادة إلى ضرورة زرع كبد. كان يعاني من اليرقان (صفيرة) ومن حكة شديدة متأتية عن تراكم صبغ الصفراء bilirubin في جلده. وبسبب حالته. كان معدل الكولسترول في دمه مرتفعاً (325)؛ وقد فاقت أحماض الصفراء في دمه الألفين (بينما المعدل الطبيعي دون المئة)  وبلغ معدل صبغ الصفراء في جلده 4.1 (بينما المعدل الطبيعي دون1) كما سجلت كافة انزيمات الكبد ارتفاعاً حاداً ما يشير إلى تلف منتشر في نسيج الكبد. كان جيرار رجلاً ذكياً؛ يعرف فرص نجاته وقد حضّر نفسه بصراحة للموت.
بدأ علاج جيرار بالنظام الغذائي المخصص للفئة B وبمضادات أكسدة خاصة بالكبد محضرة من النباتات وهذه المضادات للأكسدة تترسب فى الكبد بدلاً من الأعضاء الأخرى وتحسّن وضع جيرار خلال السنة؛ ولم تعد تصيبه الحكة واليرقانذ سوى مرة واحدة.
 خضع جيرار مؤخراً لعملية جراحية لاستئصال مرارته. وبعد أن عاين الجراح كبده وقنوات الصفراء الأساسية أخبره أنها تبدو طبيعية؛ مع أن الأنسجة المحيطة بقنوات الصفراء أرق بقليل من المعتاد.
حالة تشمّع كبد
إستيل: 67 عام فئة: A
تعاني استيل التهاب في الكبد يُعرف باسم التشمّع الصفراوي الأوّلي الذي يؤدي إلى اتلاف الكبد. وتنتهى معظم هذه الحالات عادة بزرع كبد. اعترفت إستيل أنها كانت في الماضي تكثر من شرب الكحول لكنها توفت عن ذلك. وحالتها مرتبطة على الأرجح باستهلاكها الكحول لفترة طويلة. ومع أنها لم تكن تعتبر مدمنة على الكحول بالمعنى الحرفي للكلمة إلا أن أربع كؤوس من الشراب يومياً على مدى أربعين سنة يمكن أن تؤدي إلى تشمع الكبد .
كان معدل الأنزيمات في كبد إستيل مرتفعاً بشكل ملفت؛ فقد بلغ معدل الفوسفاتاز القلوي؛ على سبيل المثال. 800 في حين أن المعدل الطبيعي دون الستين. وبما أن فئة دمها له غير مفرزة فقد بدأت علاجها على الفور بالنظام الغذائي المعدّ لفئة الدم هه وبمجموعة من مضادات الأكسدة المخصصة للكبد.
وظهرت النتائج الإيجابية على أستيل على الفور تقريباً؛ وأخذت حالتها تتحسّن واستمرت في ذلك .
وبالرغم من أن أي تلف إضافي لم يظهر على كبدها منذ ذاك الحين؛ إلا أن إستيل أصيبت بتورّم في الشرايين حول المريء وهي حالة شائعة بين المصابين بأمراض الكبدء لكن علاج هذه الحالة نجح أيضاً. وما زالت إستيل تتحسن ولم تظهر عليها أيٍّ علامات تشير إلى حاجتها إلى زرع كبد.