الأشخاص المسنون :

إن الكثير من التغيرات الفيزيولوجية المعزوة إلى التقدم في العمر ليست ناجمة عن العمر ذاته بل عن إساءة استخدام هذا العمر والحفاظ عليه ليس هناك من سن معين للشيخوخة، لأن آلية الشيخوخة نفسها تتعلق بعوامل عدة كالثقافة ونوع النشاط الممارس وبالطبع بصحة الإنسان بشكل عام.

 وعندما يقارب الإنسان مرحلة الشيخوخة تميل الشهية عنده إلى التناقص، والأسنان إلى التساقط، الأمر الذي يجعل مضغ الطعام صعبا فتحدث بعض الآلام في المعدة، وبعض الاضطرابات في الأمعاء، تصبح عملية

الهضم مشكلة قائمة بالإضافة إلى أن الفقر أو الإعاقة الجسدية وحتى الانكفاء والعزلة تساهم جميعها في عدم قدرة الإنسان المسن علی تحصیل حاجاته الغذائية أو حتى تحضيرها بالشكل المناسب.

 لذلك لابد لهذه الفئة أن تجد من يساعدها على التغذية الضرورية السليمة والمتنوعة التي يسهل الانتفاع منها وتناول السوائل بشکل كاف، في حين تحتاج النساء إلى توفر قدر كاف من عنصر الكالسيوم طيلة حياتهن للحد من النقص في الكتلة العظمية.

 كما وينصح المسنون بتناول الخضار بطريقة “السلق على البخار ” وتحاشی ما هو مقلي دوما كما ينصح غيرهم بذلك أيضا.

 ویراعي اختيار اللحوم البيضاء كالسمك والدجاج أو الحمراء قليلة الدسم أو الخالية منه، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية بشكل مستمر، لأنها تسبب هشاشة في العظام وذلك لتأثيرها على امتصاص الكالسيوم:

( 1 ) وقد يقود نقص عدد الخلايا العصبية الوظيفية الي نقص الشعور بالعطش وإصابت بحاستي الشم والتزوق. 

إن حمض الليمون (حمض السيتريك) وحمض الفوسفور الموجودين في المشروبات الغازية يقللان من امتصاص الكالسيوم لاتحادهما به، كما أن زيادة الفوسفور في الجسم تقل من نشاط هرمون الكولسترول الذي يساعد هو نفسه على امتصاص الكالسيوم و يحفظ توازنه في الجسم. 

(کل 100 ملليليتر مشروبات غازية تحتوي على 60 ميلليغرام فوسفات و 300 ملليغرام من حمض الليمون) وإذا لم يتناول الشخص المسن كمية مناسبة من أطعمة تحتوي على الكالسيوم كالحليب ومشتقاته فمن المحتمل إصابته بمضاعفات نقص الكالسيوم، ومما يساعد على تلك الإصابة قلة الحركة المعهودة عند المسن والتدخين وعدم التعرض لأشعة الشمس.

 الوقاية من ترقق العظام لدى السنين (أو ما يعرف بتخلخل أو ارتشاف العظام).

 تشير نتائج دراسة أوروبية دامت تسع سنوات، وشملت تمانية آلاف امرأة من تجاوزن التانية والستين من العمر، وظهرت لديهن علائم مرض ترقق العظام إلى تأكيد النقاط التالية:

1- ينجم هذا المرض عن تغيرات شتي في جسد الأنثي، أبرزها بلوغ سن انقطاع الطمث وما يرافقه من هول في مستوى هرمون الاستروجين، بعد ذلك تشرع عظام الأنثي بفقد معاذنها التي تعطيها صلاة وقوة خصوصا الكالسيوم، بينما في سن اليفاعة يعمل هرمون الإستروجين على دخول الكالسيوم ومعادن أخرى إلى النسيج العظمي، ويزيد بشكل خاص من كثافة عظام العمود الفقري أكثر من غيرها من العظام وقد درج الطب طويلا على اعطاء حبوب ذلك الهرمون تعويضا للنقص الذي تعاني منه النساء في هذه المرحلة المتقدمة من العمر

ولكن تبين فيما بعد أن العلاج بالأستر وجين يرفع نسبة الإصابة بسرطان السدي ما يشكل هاجسا لدى الكثيرات منهن.

۲- يوجد حاليا علاجات أحدث بينت الدراسة الأوروبية نجاعتها في خفض نسبة الكسور الناجمة عن الترقق بمعدل 44% وبدا تحسن واضح على من فقدن كثيرا من صلابة العظام خصوصا بعد مرور أكثر من عام على خضوعهن للعلاج.

والعلاج الجديد هرمون شبيه بهرمون الأستروجين في تركيبه الكيميائي، وله التأثير نفسه إلى جانب تلافيه الآثار الضارة له %2�D�?ثل ارتفاع معدل الكولسترول وزيادة الوزن وغيرها.

– جهاز لقياس كثافة العظام في المنزل

من المتوقع أن يطرح في الأسواق الأمريكية جهاز في حجم بطاقة الائتمان يساعد المريض بهشاشة العظام على معرفة حالته بنفسه إذ أن هذا الجهاز يكشف وجود ببتيد N.TX وهو مزيج لأحماض أمينية معينة تنتجها مادة في العظام الهشة فتظهر في البول، يوضح الاختبار مستوى هذا الببتيد ما يشير لمدى فقد العظام كثافتها خلال عملية التقدم في السن والتي يمكن أن تتفاقم نتيجة نقص الكالسيوم وعدم ممارسة التمارين الرياضية وخلل في الهرمونات والتدخين،

تزداد نسبة الكسور (العمود الفقري، الورك، المعصم) عند النساء بعد سن الأربعين وتمثل کسور عنق الفخذ 20 ٪ من الحالات والنساء عرضة للإصابة بترقق العظام أربع مرات أكثر من الرجال، وغالبا ما تتعرض له النساء بعد فترة انقطاع الطمث بحدود الخمسين من العمر، والمستهدفات هن غالبا النحيلات صغيرات الحجم، ناقصات التكلس، قليلات الحركة، والمدمنات على التبغ والكحول.. واللواتي يتناولن بعض الأدوية كالكورتيزون.

يشكل الكالسيوم 25,5 ٪ من تركيب النسيج العظمي (بما فيه الكولاجين)

و0,54 من الرماد الكلي.

الحاجة اليومية للكالسيوم عند النساء:

 قبل سن اليأس حوالي 1000 ملليغرام

 بعد سن اليأس حوالي 1500 ملليغرام

وللعلم فإن فنجان حليب أو لبن (سعة 250 میللیتر) يحتوي على 300 ملليغرام كالسيوم وبيضة كاملة تحتوي على 50 ملليغرام و 100 غرام جبنة مطبوخة تحتوي على 430 ملليغرام و 100 السبانخ تحتوي على 18 ملليغرام و 100 غ برتقال (برتقالة صغيرة) تحوي على 49 ملليغرام كالسيوم

الوقاية من ترقق العظام لدى المسنين:

– تناول الأغذية الغنية بالمعادن والفيتامينات (فواكه، وخضروات)

– المحافظة على الوزن بحدود طبيعية

– خفض نسبة الشحوم والنشويات والمربيات

– تناول لتر حليب أو لبن على الأقل يوميا

-بعض التمارين اليومية البسيطة لتقوية العظام و تحسين الدورة الدموية

إن الشيخوخة السليمة تبدا كالطفولة بالتغذية السليمة، وما هي الاعملية حيوية، وما كان لطول العمر علامة بالكفاينة والنوعية الغذائية في الطفولة والناس مسؤولون بشکل كبير عن شيخوختهم.

وتشير أخر الاكتشافات إلى و جود مورثة تدعي أبولوبروتين قد تكون مسؤولة بشكل ما (قيد الدراسة) عن الدخول في خريف العمر.

 التقنين الحروري والحياة (أو قيد السعرات):

 في عام 1994 اكتشف فريق من الباحثين في باريس جينة الأبوليبوبروتين E(APOE) بأشکالها الوظيفية الثلاثة 4E 3E 2E وهي جميعها ذات صلة “بطول العمر”.

وتوصلوا إلى أن هذه الجينة من شأنها خفض احتمال الإصابة بمرض الزهايمر إلى النصف، وقد تأكد ذلك من خلال أبحاث أخرى في فنلندا واليابان.

كما تم التعرف على العديد من الجينات التي لها دور محتمل في بعض أمراض الشيخوخة ولاسيما الأمراض القلبية الوعائية.

وقد برزت مؤخرا فكرة أخاذة حقا مفادها أن التقنين الحروري (أي التقنين الكمي للطعام وليس النوعی) من شأنه أن يؤخر هرم الخلايا الحية فهو عمليا يطيل من عمرها

ويعتمد نظام التقنين الحروري هذا على وجبات منقوصة الدسم والسکاكر جزئيا ومتوازنة بروتينيا

ويراهن أصحاب هذه الفكرة على أن التقنين الحروري يؤخر من ظهور العديد من الأمراض ذات العلاقة بالشيخوخة والأمراض الوعائية القلبية والسكري الكهل والسرطان، أو على الأقل يبطى من تطورها.

أجريت اختبارات في أنحاء متفرقة من العالم على الحيوان، أكدت كلها أن التقنين الحروري في التغذية هو من أنجح ما توصل إليه العلم الحديث في المحافظة على العديد من الوظائف الفيزيولوجية التي غالبا ما تضاعفا بتقدم العمر وعملية التقنين الحروري هذه تحدث بلا شك تحولات بيولوجية رئيسية تلائم هذه

المرحلة الحساسة لدى المسنين، قد بتراءى للبعض أن مجرد حرق الحریرات القائمة بالتمارين الرياضية الدؤوبة يودي إلى زيادة فترة الحياة، وهذا ما تنفيه دراسات عديدة وليس هذا هو المقصود بالتقنين الحروري

إن التقنين الحروري الذي نحن بصدده لا يمت بصلة إلى طرق التخسيس أو خفض الكتلة الشحمية هو نظام غذائي ينبع في مراحل مبكرة من حياة الإنسان وبشكل مدروس ويستمر معه طيلة حياته ليصبح عادة غذائية، ويبقى السؤال الأهم.

ما الألیات البيولوجية التي تتماشي إذن وهذه المرحلة المتقدمة في حياة الإنسان؟

دُرس التقنين الحروري على القردة و تبين انخفاض سكر الدم  وتدني هرمون الأنسولين، ونقص معدل الضغط الشرياني، وكذلك نقص في الغليسيریدات الشلالية مع ارتفاع نسبة الكولسترول الجيد أو النافع” 2B HDL كما لوحظ نقص طفيف في الكشافة العلمية لدى الذكور فقط بالتوازي مع نقص أوزانهم، ولم تلاحظ أية تبدلات على الهرمونات الحية والطمث عند الإناث ولا أية مؤشرات في زيادة نسبة الكسور أو التشوهات العظمية لديها في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو بعده والأهم من ذلك كله أن التقنين الحروري المطبق على القردة قد رفع من معدل أعمارها إذا كانت فترة حياة القردة قد طالت لدي خضوعها لنظام التقنين الحروري فمن المحتمل أن تصيب الجنس البشري بحكم التقارب الجيني والبيوكیمیائي معها.

ولكن البشر ليسوا قردة ولا يحتملون نظاما غذائيا بهذه الصرامة ولابد قبل كل شيء من كشف اليات عمل التقنين الحروري حتي نتمكن من توجيه الأشخاص الافتراضيين إلى أنظمة غذائية أقل صرامة

اقترحت عدة فرضيات تفسر ظاهرة إطالة فترة الحياة أو تاخير الشيخوخة  بفعل التقنين الحروري.

بعضها يعتمد على فرضية تباطؤ الاستقلاب الأساسي، وبعضها الآخر يعتمد على فكرة الحد من الإجهاد التأكسدي الخلوي، وآخرها يقول بدل الأنظمة التغذية العصبية و تشبه التقنين الحروري بالاستقلاب المتفيض او (المفرمل).

ما هو معروف اليوم أن التقنين الحروري يؤثر على مستوى تركيز بعض الهرمونات في الدم والكورتيزون والأنسولين وهرمون النمو والميلاتونين وغيرها.

وقد أظهرت عدة دراسات حديثة أن الحد نسبيا من هرمون النمو في بعض نقاط عمله يساهم في إطالة فترة الحياة لدى بعض انواع القوارض، وممكن لهذه التبدلات الهرمونية إفادتنا في فهم الية ما يجري حيويا في حالات التقنين الحروري لدى الإنسان.

كما أظهرت عدة دراسات أن تثبيط مسار الاستقلاب الخلوي للجلوكوز لدى الفار يعطي نفس النتائج التي يعطيها التقنين الحروري (خفض نسية الأنسولين وخفض حرارة الجسم).

ولابد أخيرا من أبحاث مستفيضة قابلة الصلاحية على الإنسان نفسه حتی نتمكن من إعطاء فكرة التقنين الحروري حقها.

 كيف نتغذى من أجل شيخوخة افضل؟

لماذا يحتاج الإنسان المسن إلى أغذية أكثر نوعية من غيره؟

تنال السنون من الوظيفة المضغية، ولا يوجد أكثر من 3 ٪ يحافظون على أسنان سليمة في حين يفقد أكثر من 50 من المسنين أسنانهم بشكل تام.

إن ضياع الأسنان (حتى في حال تعويضها تركيبيا) تبدل من خيارات الطعام ويصبح معها استهلاك اللحوم (وهي مصدر هام للبروتينات والحديد)  والفواكه والخضار الطازجة (وهي مصدر المغذيات الدقيقة والألياف) محدودا.

كما أن الدخول في الشيخوخة يؤدي إلى تحولات فیزيولوجية حسية (تذوق، رائحة، شهية نتيجة تبدلات طرأت على المستقبلات الحسية من جراء استهلاك بعض الأدوية وبعض العوامل العصبية والسلوكية..

كل هذه العوامل تؤدي  بصاحبها إلى الأكل القليل.

ويتعرض الجهاز الهضمي هو الآخر لتبدلات تطال البنية النسبيجية المخاطية  وتؤثر على الأنزيمات الهضمية.

ومع ذلك فإن الشخص المسن المتمتع بصحة جيدة لا تعيقه هذه التبدلات كثيرا في هضم وامتصاص الأغذية، ويتوجب عليه إعادة ترتيب أولوياته الغدائية منها حاجته إلى البروتين التي من شانها درء حالة “الذوبان” العضلي الذي يتعرض له الشخص المسن، كان يتحول إلى البروتنات المسماة “بطيئة الامتصاص مثل کازئين الحليب فيحد بذلك من ضياع البروتين.

كما أن هناك حمضين دسمين أساسيين لا يستطيع الجسم تخليقهما (أي تدبرهما بنفسه) وهما حمض اللينولينيك  (أوميغا 6 ) وحمض ألفا لينولينيك (أوميغا3).

الأول يوجد في المرغرین وزيت عباد الشمس  والدرة في حين يوجد الثاني في الزبدة وزيت بذور اللفت (کولزا) وفول الصويا.

 هذه الحموض الدسمة  تلعب دورا أساسيا في بناء الأغشية الخلوية، ونقل التواصل ما بين الخلايا  يؤدي عوزها إلى اضطرابات دماغية بنيوية وظيفية.

وتشير الإحصائيات إلى أن الشخص المسن لا يأخذ قسطه الوافي من الحمض الدسم الفا لينولينيك (أوميغا 3 ( أما فيما يخص المغذيات الدقيقة فيتامينات، عناضر معدنية) فقد أثبتت دارسات على مدى ثماني سنوات (وهي مستمرة) على 1300 شخص  تمتد أعمارهم ما بين 35 -60 سنة في فرنسا على أن فيتامينات C E, والبيتا كاروتين وعنصري الزنك  والسيلينيوم  لها أهمية في الحد من الأمراض القلبية الوعائية والسرطانية.

وبشكل عام فإن شيخوخة المخ تبدا في سن مبكرة جدا، وربما أصغر مما نتصور، وتستمر هذه العملية بالتدريج على مر السنين.

للحفاظ على “شباب المخ” لابد من اتباع نظام غذائي يساعد على صحة المخ منذ الصغر تقل فيه الدهون المشبعة وتكثر فيه وتيرة تناول الأسماك والخضار والفواكه التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة إلى جانب التقليل من التوتر.

(ومن الجدير بالذكر أن الجسم يفرز هرمونات مثل الكورتيزون وهو هرمون توتر له أثر سلبي على مراكز الذاكرة في المخ).

 الاحتياجات الموصى بها من العناصر المغذية الدقيقة والمعدنية للأشخاص المسنين المتمتعين بصحة جيدة.

الأقساط الغذائية المنصوح بها للأشخاص المسنين:

– الطاقة بحدود 36 کیلو حريرية /كيلو غراما /يوميا

– سكريات:-  55-50% يوميا منها 10 سكريات سريعة وتكون نسبة السكاکر البسيطة محدودة، لأنها تزيد من احتمال فرط سكر الدم (بتاخر إفراز الأنسولين بعد وجبة غذائية).

– المواد الدسمة: 30-35% يوميا منها 10 غرام  من الحموض الدسمة الأساسية أي 2-3% من مجموع الأقساط الحرورية، ويحذر من تدني نسبة الكولسترول الكلي  ففي ذلك دلالة على سوء التغذية أو التعرض لأمراض لها علاقة بالعمر.

– البروتينات واحد غرام/ كيلو غرام/ يوميا.

ويجب ألا تقل نسبة السكريات إلى البروتينات عن 2٫5 ، ويعمد إلى الموازنة بين البروتينات من مصدر حيواني (حليب، لحوم) والبروتينات من مصدر نباتي (حبوب كاملة – بقول..)

الألياف 20-25 غراما يوميا (فواكه، خضار، حبوب كاملة)،

الماء و المغذيات الدقيقة: 1,5-2 لتر ماء يوميا قسم منها يأتي عن طريق ماء الأغذية.

– ضرورة الكالسيوم وفيتامين D للحيلولة دون هشاشة العظام من الأغذية الوظيفية المنصوح بها للمسنين

– مارغرين مضاف إليها حمض اللينولينيك (أوميغا -3 ) و عصير الفواكه المضاف إليه الكالسيوم ومضادات الأكسدة.

– السكر المضاف إليه الألياف.

هل يجب مطاردة الجذور الحرة في أجسامنا؟

 إن الأوكسجين وكذلك النتروجين هما وراء تشكل العديد من الصيغ الكيميائية شديدة الفعالية في الخلية تدعي الجذور الحرة.

تسبب هذه الجذور الحرة تحولات بنيوية في الجزيئات البيولوجية يكون من منتجاتها فقد وظائفها على المستوى الخلوي )كالوظائف المناعية و الغدية العصبية والوراثية وغيرها) وتلعب مضادات الأكسدة المتوافرة في بعض الأغذية أو المضافة إليها دورا هاما في مكافحة الزيادة في إنتاج هذه الجذور الحرة للحفاظ على وظائفها الخلوية طبيعية

فمع تقدم العمر تنقص المغذيات الحاوية على مضادات الأكسدة في حين ترجح كفة الجذور الحرة الضارة نتيجة الإجهاد التأكسدي الذي يتعرض له المسنون و الذي يسرع في آلية الهرم البيولوجي والأمراض المتأتية عنه .

ومن أجل الحد من هذا الإجهاد التأكسدي لابد إذن من كبح جماح هذه الجذور الحرة الهدامة، وهذا ما قد يحصل بنتيجة التقنين الحروري لدى بعض الأصناف الحيوانية غير الإنسانية، والذي كان له الأثر في إطالة أعمارها إن فكرة التقنين الحروري غير قابلة للتطبيق “جماعيا” على الإنسان لأسباب اخلاقية بديهية.

يتجه العلماء اليوم إلى البديل وهو سهل التحقيق تقوية الدفاعات ومضادات الأكسدة،  بمعني آخر الحرب المفتوحة على الجذور الحرة ولاسيما في الصناعات الغذائية الزراعية حيت يحمل العديد من المنتجات بالفيتامينات  والبوليفينولات.

والأمر ليس بهذه السهولة، لأنه يتوجب علينا أولا معرفة عمق مضادات الأكسدة هذه، وطرق استقلابها في أجسامنا، وتداخلات تأثيراتها فيما بينها وبين المادة الغذائية

ولابد من معرفة تراكيزها الحدية الآمنة بدقة کی لا نكون ضحية اختلال الموازين ما بين المركبات المؤكسدة والمركبات المرجعة  فتتعرض الوظائف الطبيعية للخلايا لأضرار جسيمة عكس ما هو متوقع منها.

ويجب أن تكون هذه المضافات محكومة نوعيا وليس کميا، وتأخذ بعين الاعتبار الحالة الفيزيولجية للأشخاص في سن متأخرة.

إن “مطاردة الجذور الحرة يتطلب الحذر ويجب أن یكون في إطار سياسة وقائية، تهدف إلى تحسين نوعية الحياة، وليس إطالة فترتها الزمنية حصرا.

 تأخير الشيخوخة:

پنتج ترهل الجسم عادة من اختلال في توازن عناصره المختلفة.

ولابد لإيقاف آلية الترهل هذه  و كبح جماحها الجسدي والفكري من طرق سبيل العودة إلى ذلك التوازن الضائع، وأمام العلوم التجريبية مهمة  تتلخص أركانها في عودة التوازن ما بين العوامل الأربعة التالية الحر, البرد, الرطب  بحيث لا تكون العلة لأحد فيها.

وتشير الدراسات إلى أنه في عام 2025 سوف يرتفع عدد المسنين (بدا من 60 سنة) إلى1,2 ملیار شخص، وهذا الرقم بشكل 14%  من سكان الكرة الأرضية في حين كانت نسبتهم لاتتجاوز 8% من نصف قرن من مجموع سكان العالم انذاك.

إن أولى الوظائف المتأثرة بالشيخوخة هي مرونة أنسجة الجسم البلوري والإنسان مهدد بعقد هذه المرونة )المهمة كعنصر مطابقة العين) حدود التسعين من العمر.

أما عمر وظيفة الأبهر فهي بحدود 105 سنوات في حين تتناقص سرعة الناقلية العصبية حتى تنتهي بعد  400 سنة.

لكل عضو في جسم الإنسان إذن عمر وظيفي والجسم  يتصرف وكأنه مجموعة قطع غيار مختلفة لكل منها عمر محدد.

لقد أكدت العديد من الملاحظات الجينية الحديثة وجود علاقة بين النشاط الاستقلابي والشيخوخة. وثبت على الأقل علاقة إنتاج الطاقة (ATP) بآلية الشيخوخة كما التجارب من جهة أخرى لدی اعتماد التنفس المتناوب انخفاض إنتاج ال ATP وزيادة “نسبة” الحياة اي إن هناك علاقة عكسية ما بين النشاط الاستقلابی طول فترة الحياة.

تبدل خلال العمر العديد من الآليات البيولوجية والكيميائية في الجسم،

وتتراكم الجزيئات الكبرى التالفة أو المعطوبة (حموض نووية، بروتينات، ليبيدات) في الخلايا التي تأخذ على عاتقها صيانتها أو طرحها.

ولكن هذه الوظيفة تتراجع مع هرم الخلايا وتنتظر الجزيئات الكبيرة المعطوبة الإصلاح أو الطرح ةدون جدوى، وتظهر معها علائم التلف الكلي للآلية الخلوية

كيف تتلف الخلايا؟

تحدث في الخلايا تفاعلات تتطلب الأوكسجين فتتشكل مشتقات أوكسيجينية کشوارد فوق الأكاسيد وفوق أكسيد الهيدروجين، وهي ما نسميه أيضا بالجذور الحرة، وهي نشطة جدا لاحتوائها على الالكترونات الحرة وهناك بعض العوامل کالأشعة فوق البنفسجية والتوكسينات تساهم في زيادة نسبة الجذور الحرة داخل الخلايا في حين توحد الكثير من مضادات الأكسدة (حمض الأسكوربك، توكوفيرولات، فلاقو نوئیدات، کارو تينات) التي تحاصر هذه الجذور الحرة “المسيئة”  وتحفظ الخلايا من الأذى

 إن ارتفاع الجذور الحرة يسيء إلى كل الجزيئات الكبيرة الوظيفية، کالحمض النووي والبروتينات واللبيدات ويحدث فيها تبدلات غير قابلة للعکس.

 فيما يخص البروتينات مش تتاكسد جميع حموضها الأمينية ولا سيما الكبريتية (سیستان، ميتونين) والعطرية (تيروزين تريبتوفان) فتفقد هذه البروتينات وظيفتها على الأغلب، فتعمل الخلايا على تقطيعها إلى أجزاء صغيرة وطرحها، فيحصل تباطؤ تدريجي في تجديد البروتينات، في الوقت نفسة تتراكم البروتينات المعطوبة  أو التالفة لنقص في الأنزيمات الهاضمة لها و تصبح سمية للخلايا نفسها،

كما يتأثر الحمض النووي DNA في الصبغيات فتكثر طفراته خلال فترة الهرم (بسبب الجذور الحرة كذلك) مما يثير سلسلة من التفاعلات تودي في النهاية إلى الحد من الانقسامات الخلوية، ويصعب معها ترميمها أو تجديدها.

وقد ثبت وجود هذه الأضرار للحمض النووي في المصورات لدى مرضی الزهايمر هونتينغتون وهي من أمراض الشيخوخة

لا شك أن طول العمر أو “تمديد” الحياة  يحصل نتيجة تداخلات مثمرة ما بين العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة المتبعة.

آخر ما توصل إليه العلماء هو أن الصبغي  رقم 4 عند الإنسان له دور في “إطالة العمر” والأبحاث جارية قصد تحديد أي جزء من هذا الصبغي مسؤول عن ذلك.

الجسم ما بين الطاقة والغذاء:


يعد الغذاء وقود الجسم، ومن ثم كلما كان الشخص نشط استهلك قدرا أكبر من الطاقة والعكس بالعكس، أي إن صرف الطاقة مرهون بنوعية العمل أو النشاط.
والذي يستهلك من الأغذية ما يزيد عن حاجته، يدخل في عالم البدانة ما تبدو هزيلة أجساد من لا يأخذون كفايتهم، بالإضافة إلى ما تسببه كلتا الحالتين من اضطرابات ومخاطر صحية حقيقية
ولا ثبت وزن الفرد الواحد إلا عند تحقق توازن الطاقة مع حاجة الفرد منها، إن الوزن المثالي والنظامي يعبر عن تغذية جيدة ومتوازنة لها أثرها حتی على سعادة الإنسان وبهجة حياته