تحييد المستضد والعودة إليه
يمكن العودة إلى تناول المواد الغذائية التي تستثير التحثث بعد أن تكون مخاطية الأمعاء قد اتعادت عافيتها، وبعد أن يكون الشخص المعني قد خضع العلاج منتظم بإشراف طبي وبعد أن تكون أضداده في جسمه قد تدنت نسبتها.
ينصح بادئ ذي بدء بكميات قليلة من المادة الغذائية (والتي تم تحييدها في أثناء العلاج ) نزيد منها تدرجيا بإشراف طبي وتحليلي، كذلك كان تتمتة الأعداد النوعية IgE للسمك على سبيل المثال .
في حال فشل هذه العودة (وللنفترض حالة التحسس الثاہت للبيض) يمكن اللجوء إلى علاج يقضي بادخال مستضدات تحت جلد المريض بتراكيز ضئيلة جدا (100000/1 أو 0000 1/1) قد يبدو هذا العلاج في بعض الحالات حلا حيويا مرضيا وغير خطر، ولكنه بطيء جدا، ويمتد زمنا طويلا، وهو لايحمي من مضاعفات خفيفة.
وأخيرا فإن أي علاج مستديم للتحسس الغذائي لابد أن يأخذ بعين الاعتبار نوعية المستضد المثير للتحسس، وأيضا الحالة الوظيفية والتشريحية للأنبوب الهضمي عند الشخص المعني، لأن الإنتانات او الطفيليات وعلى الأخص “الأخطاء” الغذائية والأنظمة غير المتوازنة في الأكل تشكل عوامل مساعدة على التحسس ولا يجوز إهمالها أو تجاهلها.
نشر في مخطوط التغذية العالمي ( Codex Alimentarius قائمة بالمواد المولدة للتحسس الغذائي وهي:
– قمح وحبوب محتوية على الغلوتين.
– قشريات، أسماك .
– صويا، فستق سوداني.
– بيض
حليب.
– بندق ومكسرات أخرى
– بذور السمسم.
وهي قائمة “حركية” تشمل كل ما يمكن أن تحتويه المحضرات الغذائية منها، مع وجوب ذكرها كتابة على ملصقات المواد المباعة ..
ولكن ذلك يبدو صعبا من الناحية العملية، فزيت السمسم مثلا لا يمكن تخليصه تماما من بروثيناته (المحسسة) لأن هذه الأخيرة هي التي تعطي نكهته أصلا!
يمكن من خلال عمليات التصنيع الغذائي تتبع بعض المواد المولدة للتحسس في الغذاء بالوسم وقد تساعد طرق تحليل المخاطر في نقاط الضبط الحاسمة ( HACCP ) بشكل فعال في الكشف عن الغش، كذلك كإضافة الفستق السوداني بديلا عن مكسرات أخرى (أرفع ثمنا) في بعض أنواع الحلويات!
في هذه الحالة تأتي معايرة مولدات التحسس بالخبر اليقين.
إن فكرة القائمة المقترحة أو المعلنة أعلاه غير مجدية في عصر التقنيات الغذائية المتجددة، لأن هذه الأخيرة تتحول باستمرار، ومعها تراکیب جديدة في موادها الخام.
وعليه فإن هذه القائمة تبدو مستحيلة، ولا يمكن تطبيقها فيما يخص الفستق السوداني وبذور السمسم على أقل تقدير.
لابد إذن من شرف الكلمة: إعلام المستهلك بصورة مستنيرة دائمة، وتحذيره من استحالة حلمه في غذاء خطره التحسسي معدوم.
إن التحسس الغذائي يمثل اليوم مسألة صحة عامة، وهی واضحة يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل المختصين قبل غيرهم، وكذلك من قبل القوامين عل الصناعات الزراعية الغذائية والمسؤولين عن مراقبة الجودة للمساعدة قدر الإمكان في جعل من يتحسسون غذائيا يعيشون حياة عادية .