هل الكحول الإيثيلي غذاء؟
أجريت العديد من الدراسات في علم الفيزيولوجيا وعلم التسمم الغذائي لبيان فعل الكحول على جسم الإنسان وإمكانية الاستفادة منه ما إن يدخل الكحول إلى الجسم حتى ينتشر في الدم.
وبحسب ما تكون المعدة فارغة أو ممتلئة يتم امتصاصه سریع و يتناسب ذلك طردا مع قوة الكحول أو درجته.
عندما يستهلك الكحول والمعدة خاوية يرتفع مستواه في الدم إلى ذروته خلال 45 دقيقة، وإذا كانت ممتلئة نسبيا يصل ذلك الارتفاع خلال ساعة من الزمن تقريبا.
معنى ذلك أن الكحول يمتص بسرعة كبيرة ليصب في الدم ومنه إلى الأنسجة والأعضاء جميعها ويكون ترکیزه منخفض نسبيا في الكبد على عکس ماهو شائع.
يمارس الكحول أثرا فادحا على الجملة العصبية وتهتاج وتتوتر وتنال من النشاط العضلي أيضا
ويهيج الكحول الاغشية المخاطية الهضمية فيلتهب جدار المعدة الامر الذي ينتهي بتقرحه.
إن التراكيز العالية من الكحول لا تاتي إلا عبر المشروبات الكحولية أو الروحية، يعطى محتوى الايثانول في مشروب كحولي عادة بنسبة مئوية حجمية ومنه يمکننا حساب كمية الكحول بالغرام (والكثافة للإيثانول = 0,79 كغ/لتر).
تحدد درجة مشروب كحولي نسبة حجم الكحول فيه:
(بيرة 4 ) – لتر من البيرة 4% وكحول يحتوي على 32غرام إيتانول.
(نبيذ 12) – لتر نبيذ أحمر فرنسی 12 % كحول يحتوي على 95 غرام إيثانول.
(نبيد أبيض 8)- لتر نبيد أبيض الماني 8% كحول يحتوي على 63 غرام ايتانول.
(مشروب روحي 40 )- لتر مشروب روحي 40% كحول يحتوي على
حوالي 316 غرام إيثانول .
إن بعض الدراسات الأوروبية توصي بعدم تحاور 30-50 غرام إيثانول يوميا، وهو كبير بطبيعة الحال. لأنه بعيد عن دراسات أوروبية، كذلك توصي بعدم صفر ايثانول يوميا !
ولكن تناول الكحول مربح جدا للمؤسسات المالية الرسمية ففي ألمانية فقط يبلغ مدخول الخزينة من الضرائب على الكحول ثمانية مليارات مارك سنويا في حين يثقل الكحول كاهلها بنفقات آثار الكحوليين من 6-35 مليار مارك ألماني سنويا. وبذلك تتبوا ألمانية منذ عام 1992 مركز الصدارة في استهلاك
الكحول ثليها فرنسا ثم إسبانيا، وتعطي الدراسمات النصيب” اليومي للفرد في ألمانيا من كحول الإيثانول من الرضيع حتى الشيخ وتقدره ب26 غرام أي ثلاثة أرباع اللتر من البيرة يوميا.
إن المكان الوحيد لتحطيم الإيثانول في جسم الإنسان هو الكبد حيث يساهم في ذلك أنزیم متصل بالسيتوكروم P150 (والموجود مبدئيا في كافة الخلايا) وينج عن ذلك بعض المركبات كالأسيتادهيد والجذور الحرة وهي على العموم مسرطنة.
من سرطانات الكحوليين المعروفة: سرطانات الحنجرة والرغامى والمري وأيضا الشرج والثدي.
الكحول ليس غذاء كما نفهم، وإن تواجد في بعض الأغذية أو المشروبات بكميات ضعيفة، بل هو مادة مضادة لمفهوم التغذية بالمعنى الحيوي.
يضاف ايضا إلى بعض المحاضرات الضعية بغرض الاستفادة من بعض خواصه التكنولوجية أو ينتنج كيميائية في عمليات حفظ غير ناجحة لبعض الأغذية كالتخمرات..
لا يعرف للكحول حتي الان ميزة تجعل منه ضرورة غذائية وإن استهلاكه المنتظم ولوكان معقولا يؤدي الي تسممات غذائية.
إن جزيئة الإيثانول (الكحول الإيتلي) صغيرة وذات خواص انتشارية نفاذية كبيرة في الخلايا.
يبدأ امتصاص هذه الجزيئة فور ملامستها أغشية الفم فأغشية المرئ فالمعدة فالأمعاء ويكون مدى الامتصاص بقدر مدة التماس تلك وهو أعظميا في الامعاء.
بينت بعض الدراسات أن نفودية الكحول أو امتصاص الكحول تكون أكبر كلما كان النسيج أو العضو الذي يمر في “مرويا” بالدم بصورة أغزر کالكبد والكلى والطحال والدماغ ما فيه مشيمة المرأة الحامل طبعا.| الجزء الأول: تغذية صحية
“يهضم” أو يتهدم الكحول في الخلايا كلية وينتج عن ذلك غاز فحم وماء، ويعطي احتراق غرام واحد منه طاقة قدرها 6,93 کیلو حريرة في حين كما هو معلوم فإن غراما واحدا من السكر يعطي 4 كيلو حريرة تقريبا.
فهو بذلك يفوق وقود الإنسان، وهذه الطاقة لا تتحول إلى رصيد من جزيئات ال ATP بل تؤدي إلى زيادة في حرارة الجسم فهي “حريرات فارغة” وهو بالطبع تعبير غیر صحيح بالمفهوم الترمودینامیکی، ولكنه يترجم حالة الإفلاس في الطاقة الحيوية، ولذلك يعد استهلاك الكحول من الناحية الغذائية المطلقة فيضا من الطاقة تقود على الأغلب إلى الهدم الخلوي والترهل لدی الإنسان في حين تعمل بعض العوامل الفيزيولوجية والنفسية لديه نقصا في الشهية وتترسخ فيه عادات غذائية غير متوازنة تفقره بما ترفضه الاعدادية عادة من بروتين وفيتامين، فينجم عن ذلك عوز في بعض المغذيات الأساسية ( MG /Zn /K ) پيدا بالظهور على شكل اضطرابات مرضية هضمية أبرزها سوء الامتصاص، كما يؤدي إلى اضطرابات عصبية التهابية نتيجة عوز في فيتامين A ويعتبر حمض الفوليك أكثر الغيتامينات تأثرا ويعوز بشكل أقل فيتامين B6-B1.E وكذلك عوزا في فيتامين DC .
الكحول من الناحية الكيميائية الحيوية قد يتدخل في بعض طرق التخليق الحيوي فينافس بعض الجزيئات ويزاحمها موجها بعض التفاعلات في اتجاهات مغايرة مؤديا إلى ظهور بعض المنتجات أو الجزيئات غير المرغوب فيها وغير الفعالة في الاستقلاب الحيوي.
يعد الكبد بعد الهضم، مسؤولا عن تحطیم 80-90% من الكحول الممتص، والباقي يتم استقلابه في مختلف الأنسجة ولاسيما الهضمية والكلوية والرئوية.
تقوم أكسدة جزيئة من الكحول الإيثيلي في الكبد إلى تشكل جزيئة الأستيل الدهيد وهو مرکب سام يسبب عندما تكون تراكيزه عالية الغثيان والإقياء وهبوط الضغط وتباطؤ ضربات القلب.
إن عملية أكسدة الكحول هذه تتطلب حوالي 6۰-۸۰ ٪ من الأوكسجين لذي يستهلكه الكبد تاركا قدرة على الأكسدة ضعيفة جدا لإتمام مهامه الاستقلابية الأخرى، مما يحرم خلايا الجسم من بعض المركبات الأساسية لتعذرانتاجها.
وكما ان للكحول أثر سلبي على آلية استقلاب الكولاجين في الكبد مما يزيد في عوز العظام إليه (الكولاجين هو بروتين النسيج العظمي ونسبته فيه 24%) ويسبب الكحول كذلك زيادة في نسبة الكولسترول الضار LDL ولا سيما إذا ترافق ذلك مع وجبات دسمة كما يحلو لبعض الكحوليين، ويحلو لعلماء التغذية التذکیر “بان الانسان يحفر قبره بشوكته” او معلقته ولكنه ينهي هذا العمل كثيرا بكأسه وبهذا يحتل الكحول المرتبة الاولي بين المسممات الغذائية.
يحد الكحول من إفراز الصفراء فيؤدي إلى سوء امتصاص الدهون والتعرض للإمساك، وهو خافض لسكر الدم (يحد من إفراز الأنسولين) ويدفع بالاستقلاب البروتيني باتجاه التهدیم، فتنتج الحموض الأمينية التي يتلقفها الكبد الاصطناع الجلوكوز للحد من تدهور احتياطيه من الجليكوجين المركزي وفي العضلات فتحصل التشنجات العضلية وتميل أجساد الكحوليين إلى النحولة بشكل عام، وما يساعد على ذلك أثر الكحول المدر للبول الأمر الذي يؤدي إلى جفاف الجسم وزيادة في تركيز الصوديوم والمغنيزيوم ودخول الجسم في اضطرابات عصبية وخيمة.
لا جد حتى الآن علاقة تقوم على أساس علمي دقيق بين تناول الكحول المزمن و البدانة .
قد يؤدي الاستهلاك المعتدل للكحول إلى زيادة في الكتلة الشحمية البطنية ومن الأسباب الممكنة في حالات زيادة وزن بعض من يتناولون الكحول احتواء بعض المشروبات على نسبة عالية من السكريات، فإن لترا من البيرة يحتوي على 48 غرام سكريات، في حين تصل هذه الكمية إلى 100 غرام في النبيذ الحلو وإلى 200 غرام في لتر من بعض المشروبات الروحية “فاتحة الشهية”!