خميرة البيرة (Brewer’s yeast)
الوصف:
تعرف خميرة البيرة بأنَّها أحد أنواع الفطريات المُعطّلة، والجافة، والمعروفة بفطريات الخميرة، إذ إنَّ معظم أنواع خميرة البيرة تنتج من هذا النوع من الفطريّات، وهو من الفطريّات حقيقيّة النوى، وهي تّعدُّ غنيّةً بالعناصر الغذائيّة التي تمدّ الجسم بالعديد من الفوائد الصحيّة، مثل: مجموعة فيتامينات ب، والبروتينات، والمعادن مثل معدن الكروميوم بشكله النشط حيوياً، والمعروف بعامل تحمل الجلوكوز. وتُستخدم الخميرة في الخبز منذ عام 2000 قبل الميلاد، كما أنَّها تُستخدم كمكملٍ غذائيّ، تحديداً للأشخاص النباتيين، نظراً لاحتوائها على فيتامينات ب المركب، ومن الجدير بالذكر أنّ خميرة البيرة تختلف عن باقي أنواع الخمائر، مثل خميرة الخبز، والخميرة الغذائية، والخميرة من نوع Torula، وتشترك خميرة البيرة، والخميرة الغذائية بعناصرها الغذائية، وتُعرف خميرة البيرة بطعمها المّر، وهي متوفّرة على شكل سائل، أو أقراص، أو مسحوقٍ مُجفف، أو رقائق، ويُمكن إضافتها إلى العصير، والكوكتيل، والماء، وتبلغ الجرعة للبالغين ما يُقارب ملعقة إلى ملعقتين يوميّاً.
الفوائد:
تُعدُّ خميرة البيرة مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية مثل: الكروميوم، والبروتين، وفيتامينات ب، بالإضافة إلى عنصر السيلينيوم، كما أنَّها مصدرٌ غنيٌ بالحديد، والبوتاسيوم، والزنك، والمغنيسيوم، وفيما يأتي تفصيلٌ لهذه العناصر الغذائية:
فيتامين ب المركب: يشمل فيتامين ب المركب فيتامينات ب جميعها، وهي: الثيامين أو فيتامين ب1، والريبوفلافين والمعروف بفيتامين ب2، والنياسين أو فيتامين ب3، وحمض الباتوثينيك أو فيتامين ب5، والبيروديكسين أو ما يُعرف ب6، وحمض الفوليك أو فيتامين ب9، والبيوتين والذي يُعرف بفيتامين ب7، وتُساعد هذه الفيتاميناتُ الجسمَ على تحطيم الكربوهيدرات، والبروتين، والدّهون لإنتاج الطاقة، كما أنّها تدعم الجهاز العصبي، وتساهم في الحفاظ على العضلات المستخدمة في عمليات الهضم، بالإضافة إلى المحافظة على صحة الجلد، والشعر، والعينين، والفم، والكبد.
البروتين: تُعدُّ خميرة البيرة مصدراً جيّداً للبروتين، فهي تحتوي عليه بما نسبته 52% من وزنها، وتحتوي جميع خلايا الإنسان على البروتينات، لذا يجب استهلاك البروتين من النظام الغذائيّ ليساعد الجسم على إعادة بناء وترميم الخلايا.
الكروميوم: تُعدُّ خميرة البيرة مصدراً غنيّاً بعنصر الكروميوم، الذي يُساهم في المحافظة على مستويات السكر في الدّم، كما أنَّه يُعزز دور الإنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن امتصاص وتخزين سكر الجلوكوز الموجود في الدّم، إذ إنَّه يعمل إلى جانب الإنسولين لمساعدة الجسم على استخدام السكر الموجود في الدّم، كما أنّه يُشارك في عمليات أيض البروتين، والدهون، والكربوهيدرات، بالإضافة إلى أنَّه يوفّر الطاقة للدماغ والعضلات.
السيلينيوم: يُعدَّ السيلينيوم أحدَ العناصر الشحيحة، الذي له دورٌ حيويٌّ ومهمٌّ في عمليّة التكاثر، وأيض هرمون الغدة الدرقيّة، وبناء الحمض النووي الصبغي، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالعدوى، والإجهاد التأكسدي.
البوتاسيوم: يُعدُّ عنصر البوتاسيوم أحدَ العناصر الكهرليّة، وهي العناصر التي تحمل شحنةً كهربائيّةً عند ذوبانها في سوائل الجسم، ويوجد البوتاسيوم داخل الخلايا، وهو مهمٌ للخلايا، والأعصاب، والعضلات لأداء وظائفها.
الحديد: وهو أحد المعادن التي يحتاجها الجسم لأداء العديد من الوظائف، مثل: مساعدة العضلات على تخزين واستهلاك الأكسجين، وهو يدخل في تركيب العديد من البروتينات، والإنزيمات، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الحديد يعدُّ جزءاً من هيموغلوبين الدّم، وهو البروتين الناقل للأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم.
الزنك: يُعدُّ الزنك أحد العناصر الغذائية الموجودة في جميع أنحاء الجسم، وهو يُساعد الجهاز المناعي على أداء وظائفه، ويدخل في عمليات الأيض في الجسم، كما أنَّه مهمٌّ لالتئام الجروح، وحاستي التذوق والشم.
الماغنيسيوم: يؤدي الماغنيسيوم دوراً مهمّاً لأكثر من 300 تفاعلٍ إنزيميٍّ داخل جسم الإنسان، ومنها: مساعدة العضلات والأعصاب على أداء وظائفها، بالإضافة إلى تنظيم ضغط الدم، ودعم جهاز المناعة.
لا توجد أدلة كافية على فعاليته.
المساعدة على خفض سكر الدم: يُعزز عامل تحمل الجلوكوز الموجود في خميرة البيرة، من استجابة هرمون الإنسولين، وذلك عن طريق ارتباطه مع الإنسولين، وزيادة امتصاصه في الأوعية الدمويّة، الأمر الذي يُعدُّ مفيداً للأشخاص الذين يُعانون من مقاومة الإنسولين، إذ أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة International journal of preventive medicine عام 2013، أنَّ استهلاك مرضى السُّكري من النّوع الثاني لخميرة البيرة بجرعة 1800 مليجرامٍ يومياً مدة 12 أسبوعاً، مع الأدوية المعتادين على تناولها، يُمكن أن يُحسّن من مستوى السكر في الدم لديهم. ويجدر التنبيه إلى أنّ أخذ خميرة البيرة المحتوية على الكروميوم مع الأدوية المخفضة للسكر يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبير لدى مرضى السكري.
المساهمة في تقليل مستويات الكوليسترول: أشارت الأبحاث إلى أنّ تناول خميرة البيرة التي تحتوي على عنصر الكروميوم عن طريق الفم مدة ثمانية أسابيع، يُقلل من مستويات الكوليسترول الكليّ، ويزيد من مستوى الكوليسترول الجيّد، لدى الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدّم.
التخفيف من أعراض القولون العصبي: يمكن أن تخفف خميرة البيرة من متلازمة القولون العصبي، وهو اضطرابٌ يُصيب الجهاز الهضميّ، متمثّلٌ بآلامٍ في البطن، والإصابة بالغازات، والإسهال، والإمساك، وفي تحليلٍ شموليٍّ نُشر في مجلة World journal of gastroenterology عام 2017، يضمّ مجموعةً من الدراسات، وأجري على 579 شخصاً يُعانون من متلازمة القولون العصبي، أظهرت النتائج أنَّ تناولهم لمكملات خميرة البيرة يُمكن أن يحسّن من الأعراض النّاجمة عن متلازمة القولون العصبي.
هل خميرة البيرة تساعد على التنحيف أم زيادة الوزن؟
يستخدم بعض الأشخاص خميرة البيرة كي تساعدهم على خسارة الوزن، في حين يستخدمها البعض الآخر كي تساعدهم على زيادته، ويمكن القول إنّه يُمكن للكروميوم الموجود في خميرة البيرة أن يُساعد على تقليل دهون الجسم، ولكنَّ تأثيرها في ذلك يُعدّ قليلاً مقارنةً بالدهون التي يفقدها الجسم عند ممارسة التمارين الرّياضيّة، واتباع الأنظمة الغذائية لتقليل الوزن، كما يُمكن استخدام خميرة البيرة كمكملٍ غذائي للبروتين، ومعززٍ لإنتاج الطاقة، لذا فإنّها قد تساهم في المحافظة على وزنٍ صحيّ. كما أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Nutrition reviews أنّ استجابة جسم الإنسان لخميرة البيرة بهدف التقليل من الوزن تعتمد على مخزون الجسم من عنصر الكروميوم، ونوعية الغذاء المُتّبع خلال هذه الفترة، ونوع وكميّة المكملات الغذائيّة التي تحتوي على الكروميوم، بالإضافة إلى أنّ تأثير الكروميوم في التقليل من الوزن كان ضئيلاً. أمّا بالنسبة لتأثير خميرة البيرة في زيادة الوزن فلا توجد دراساتٌ أو معلوماتٌ تشير إلى ذلك، وينصح الخبراء بزيادة الوزن عبر اتّباع طُرقٍ صحيّة، وتجنب تلك التي تعتمد على تناول الأطعمة غير الصحيّة، إذ إنَّ لها دوراً في زيادة الوزن لكنّها تضر بصحة الإنسان، لذا يُمكن زيادة الوزن عن طريق زيادة العضلات والدّهون الموجودة تحت نسيج الجلد بشكلٍ متوازن، بدلاً من المتجمّعة في البطن، وذلك عن طريق اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيّ، واتباع نمط حياةٍ صحيّ لزيادة كتلة العضلات والدهون بطريقة صحيّة.
خميرة البيرة وعلاقتها بكمال الأجسام
إنَّ تناول خميرة البيرة وحدها لن يؤدّي إلى تضخيم العضلات، ولكنّها مهمّة في رفع مستويات الطاقة للجسم وجعله يَستفيد من البروتينات بشكلٍ أفضل. إنَّ خميرة البيرة غنيّة بالأحماض الأمينيّة، بالإضافة لأربعة عشر مَعدناً مُختلفاً، كما أنَّ البروتين الموجود في خميرة البيرة يُشكِّل 52% من كتلتها، وتُساهِم خميرة البيرة أيضاً في تحفيز عمليّات الأيض، وتُقلِّل من الإرهاق. يحتاج لاعب كمال الأجسام للبروتين من أجل بناء وترميم العضلات، ولن يُلاحِظ لاعب كمال الأجسام أيّة نتائج دون تناول البروتين بكميّات كافية؛ حيث تُستخدم خميرة البيرة كمُكمِّل غذائي للبروتين، ويُمكِن إضافة مسحوقها إلى الطعام أو إذابته في الماء، ويُفضَّل أخذ ملعقةٍ إلى ملعقتين يوميّاً، ولكن قد تَختلف الكميّة باختلاف الشخص. إنَّ تدنّي مُستوى الكروم في الدم بسبب تناول كميّاتٍ كبيرة من السكّر، أو وجود التهابات، أو كون الشخص تحت ضغطٍ نفسيٍّ أو جسديّ سوف يؤدّي إلى الحَدّ من طاقة الجسم ومُستويات الإنسولين في الدم، ممّا سيجعل لاعب كمال الأجسام يواجه صعوبةً في إتمام تمرينه، لذلك، فإنَّ خميرة البيرة وبسبب احتوائها على الكروم ستُساعد على حلّ هذه المُشكلة.
الآثار الجانبية وموانع استخدام خميرة البيرة:
الحامل والمرضع: ليست هناك معلوماتٌ كافيةٌ تؤكد سلامة استخدام خميرة البيرة خلال فترة الحمل والرضاعة، ولذلك يُفضّل تجنّبها خلال هذه الفترات.
الأشخاص الذين يعانون من حساسية الخمائر: قد يعاني الأشخاص المصابون بحساسيةٍ اتجاه الخمائر من الحكة والتورّم في حال استهلاكهم لخميرة البيرة.
المصابون بمرض كرون: من الممكن أن تزيد خميرة البيرة سوء حالات المصابين بداء كرون، ولذلك يُنصح المصابون بهذا المرض بتجنّب استخدام خميرة البيرة.
المصابون بالسكري: يمكن لاستهلاك خميرة البيرة المحتوية على الكروميوم مع الأدوية المخفضة للسكر أن يخفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبير لدى المصابين بالسكري، ولذلك يجب على هؤلاء المرضى مراقبة مستويات السكر في دمهم بشكلٍ جيد عند أخذهم لخميرة البيرة مع أدوية السكري.
الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في الجهاز المناعي: يُعتقد أنّ من الممكن لاستهلاك مكملات خميرة البيرة للأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً ضعيفاً أن يسبب عدوى في الدم، ولذلك فإنّهم يُنصحون بتجنّب استخدامها، ومن هؤلاء الأشخاص: المصابون بالإيدز، ومرضى السرطان، والأشخاص الذين يتناولون أدويةً تمنع الجسم من رفض الأعضاء المزروعة.